لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
خطبة الشيخ في الحرجة
9753 مشاهدة print word pdf
line-top
الوصية بكثرة تلاوة القرآن

وأوصيكم عبادَ اللَّهِ بكثرة تلاوة القرآن، الذي أنزله الله على قَلْبِ نبينا -صلى الله عليه وسلم- والذي أَعْظَمَ قَدْرَهُ ومكانته، قال الله تعالى: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هكذا أخبر بعظمة هذا القرآن الذي أنزله على عباده المؤمنين، أنه لو نزل على الجبال الصُّمِّ الشوامخ لتصدعتْ من خشية الله -تعالى-؛ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ -تعالى- فيها من الخشية والخوف مِنَ الله -تعالى- وقد نزل على عباده المؤمنين، وقد نزل على هذا الإنسان، فَمَنْ أطاع الله تعالى وعَرَفَهُ فإنه يتلو هذا القرآن حق تلاوته، ويَتَدَبَّرُهُ حَقَّ التدبر، كما قال الله تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ هكذا أخبر بأن الذين يتلونه حَقَّ تلاوته هم الذين يتبعونه، هم الذين يتبعون ما فيه، ويعملون بإرشاداته، ويُطِيعون الله تعالى بما أمرهم فيه، وينتهون عما نهى عنه الله تعالى، ولهم في ذلك أجر كبير.
فمتى أكثرتْ من قراءة هذا القرآن، في ليلٍ أو نهارٍ، وتدبرتَه وتعظمتَه، ازداد إيمانك، وقوي يقينك، وكثرتْ أعمالك، وتعبدتْ جوارحك، وخشع سمعك وبصرك، وانطلق لسانك بِذِكْرِ الله، واشْتَغَلَ قلبك بالتفكر في آيات الله -تعالى- وعرفتَ الحقَّ واتبعتَهُ، وعرفتَ الباطل واجتنبته، وذلك لأن هذا القرآن مشتملٌ على ذلك كُلِّهِ، فالقرآن هو: كلام الله الذي أنزله على عباده ليتلوه وليتعبدوا به، وليعرفوا ما فيه، ولِيُحِلُّوا حلاله، ويُحَرِّموا حَرَامَهُ، ويعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، ويَتْلُونه حق تلاوته، ويقفون عند عجائبه، ويتدبرون ما فيه من الإرشاد، فهو دليلهم، وهو سلطانهم، وهو بُرْهَانهم الذي جعله الله تعالى دليلا.
فَأَكْثِرْ يا عَبْدَ الله -تعالى- يا عبد الله، أكثروا من قراءة كتاب الله -تعالى- واتْلُوه كما أمركم الله تعالى، وتَعَلَّمُوا ما فيه من حلالٍ وحرامٍ، ولا تُعْرِضوا عنه، ولا تشتغلوا عنه بما يشغلكم مما لا فائدة فيه، فإن الله تعالى تَوَعَّدَ مَنْ أعرض عنه بوعيد شديد، قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنَّ مَنْ هجره فإنه من الكافرين، قال الله -تعالى- وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا فالإعراض عن تلاوته هجرانٌ له، وعدم تَدَبُّرِهِ والتفكر فيه من هجرانه، وكذلك ترك العمل به هجرانٌ له، وهكذا.

line-bottom